قل لي كيف تنظر وليس إلامَ تنظر

قل لي كيف تنظر وليس إلامَ تنظر!.. 1

الحلّ الإبداعيّ ظاهرٌ خفيّ.. يختبئ فيك لا في العالم
قل لي كيف تنظر وليس إلامَ تنظر!..

جين ديكسون

في شبه الجزيرة الكنديّة التي أعيش فيها تستخدم في نقل السيارات بين شبه الجزيرة والبرّ القاريّ عبّاراتٌ صغيرة تعتمد في حركتها على حبلٍ فولاذيّ ممتد بين الضفتين.1

يوجد في جسم العبارة عجلةٌ دوّارة تقوم عند تعشيقها بالحبل الفولاذيّ بتحريك العبارة ذهاباً أو إياباً ولذلك تسمّى هذه العبّارات بـِ "عبّارات الكيبل cable ferries".

عندما لمعت فكرة "عبّارة الكيبل" في رأس ويليام بيت مبتكرها الأوّل في بلدتنا وبدأ العمل عليها (في مطلع القرن العشرين) كان الناس يعجبون ويقولون: كيف ذلك! لا يمكن مدّ الكيبل من ساحل البرّ القاريّ إلى ساحلنا، فالكيبل طويل جداً وسميك وتناوله ومعالجته صعبةٌ.. 1

والأهمّ من ذلك كلّه أنّه ثقيلٌ جداً فلم يخطر ببالِ أحد (ولا حتى المبتكر ويليام بيت) أن يضع بكرة ذلك الكيبل الهائل في مركب ثمّ يمدّها بين الضفّتين.. القوارب الصغيرة ستتحطّم أو يختلّ توازنها وتغرق تحت وزن البكرة، والمراكب الضخمة القادرة على حمل البكرة لا يمكنها الإبحار في منطقتنا ولا الاقتراب من سواحلنا اقتراباً كافياً.. وهكذا قال الجميع: تنفيذ هذه الفكرة غير ممكن.1

المتفرّجون المتأسّفون على الفكرة الغريقة لن يقتحموا الموج كأبيها..
والباحثون عن مشكلة في كل حلّ لن يجدوا ما يجده الباحث عن حلّ لكلّ مشكلة..
رفض ويليام التقييد في صنوق مد الكيبل من بكرةٍ يحملها مركب، وراح ينطلق بفكره في كل الاتجاهات بحثاً عن أملٍ ينقذ فكرته العزيزة.. ولدهشة الجميع أبصرَ حلّاً قريباً في موضعٍ يمرّ عليه الجميع عاماً بعد عام دون أن يبصروا فيه حلّاً.. وعندما استخدم ذلك الحلّ ونجح قال الجميع: آها! ما أسهل ذلك، كيف لم يخطر ببالي أو ببالك!؟..1

ما الحلّ؟..1

لقد انتظر حتّى أقبل الشتاء وتجمّد النهر، سحب الحبل الفولاذيّ سحباً من البرّ القاريّ وثبّته في الموضع المطلوب وعندما ذاب الجليد استرخى الكيبل واستقرّ في الماء بسلاسة عند العمق الملائم.1

كان الحلّ واضحاً لكنّه لم يكن يصيح ويلوّح بيديه.. قد لا يعرف الحلّ نفسه أنّه الحل!1 إنّه ينتظر من يراه ويرى ما يريد ثم يبصر كيف يمكن أن يجعله حلّاً يحقّق ما يريد..1 وليس كلّ من يمرّ على الحلّ ويراه يريد ويبصر!1

تحياتي

شكراااااااااااا بس التوقيع وينه؟؟؟؟؟؟؟؟