إذا لم يتقبل الإنسان نفسه، يكون مسرحاً لكل الآليات الدفاعية اللاشعورية، وغير السوية، وهي:
الكبت: طرد الأفكار المؤلمة من الوعي إلى اللاوعي، وتناسي وجودها.
الإنكار: رفض الواقع المؤلم وإنكار حدوثه، كالذي يغطي عينيه بيديه إذا رأى ما سيؤذيه (حادث، أو ضرب .. الخ).
التكوين العكسي: كبت الرغبة السيئة وإظهار نقيضها الحسن، كالذي يكبت كراهيته لشخص ويظهر حبه.
الإسقاط: أنسب رغباتي غير المقبولة إلى الآخرين لأبرئ نفسي منها دون أن أشعر بذلك، كما ننسب إلى الآخرين أنهم سبب مشكلاتنا دون أن ننظر إلى الأسباب الحقيقية التي نتجت عن سلوكنا نحن.
الإزاحة: بأن أزيح الانفعال عن الموضوع المقلق إلى غيره، كالذي يظلمه مديره فيزيح انفعاله إلى زوجته في البيت.
التبرير: باختراع أعذار منطقية الظاهر للمشكلات الخاصة. ( كالثعلب حين لم يقدر على أخذ العنب فقال: أنت حامض).
االنكوص: بالعودة إلى سلوكيات تناسب مراحل سابقة في النمو ( كالرجل الراشد حين يستجيب لبعض المواقف باستجابات طفلية ).
الإدماج: استدخال قيم الآخرين إلى الذات، وهي ضرورية للنمو، ولكن حدوثها دون ضابط يجعل الإنسان عرضةً لاستدماج ما يضره وما ينفعه.. وهنا نجدنا أمام شخصية ” الإمعة “.
التعويض: وينشأ من الشعور بالنقص، والبحث عن تعويض يصرف الناس عن التنبه إلى نقصه. كالذي يشعر بدمامته فيبالغ في التزين، أو جهله فيبالغ في ادعاء المعرفة ومراكمة الشهادات.
من الضروري التنبه إلى أن هذه الآليات النفسية تحدث لنا جميعاً باللاشعور، فلا نكون واعين بها، ولو حاول شخص أن يشرح لك ما يجري منك لخالفته في ذلك بشدة، لأنك ” لا تشعر ” به، فأنت كالذي يحركه عقله الباطن دون أن يعي. وهذه الآليات أساس في غالب الاضطرابات النفسية، وستظل هي الحاكمة على سلوك الفرد ما لم : تفهم الذات.. ثم تقبلها.