كانت المولود البكر في العائلة ...
فرحوا كثيراً بمولدها. واصبحت عنوان الحياة في الدار ...
ولكن ...؟!
الى حين جاء المولود الذكر .. فتغير كل شيء , واصبح هو كل شيء ...!!
فلم يعد هناك فضاء عاطفي شاغر عند العائلة .. فقد استحوذ المولود الذكر على عاطفتهم برمتها ..!
واصبحت البنت تعيش على الهامش ..!
كبرت ..
وكبر المولود الذكر معها , وبات يتحرك ويحبوا , وبدأ يعي ما حوله . وبدأت مراسيم تكوين رجولته المبكرة تظهر . عن طريق ضربه لشقيقته الكبرى .. يصاحب ذلك تهليل الاب وغبطة الام , وتحمسهم لادراكه طور الرجولة ...!!!
ولم يكن بيد البنت . غير انها تلوذ بأمها محتمية .. ولكن دون جدوى ..!!!!!
فباتت البنت تتألم بصمت , وتتقوقع داخل ذاتها . لعدم وجود من ينصفها في محيطها ..
..........
..........
وكبرت .....
وكبر معها الاحساس بالغبن , والشعور بالخذلان ..
فكانت تهرب من ألام الواقع الى دعة ورحابة الخيال , وتبتعد عن التفكير بالقمع بالانكباب على التحصيل والدراسة ..!!
حتى تقدمت علمياً..
وأصبحت ذات شأن كبير , ومركز مرموق , وشهادة عليا ....
وانصفتها الايام . بزوج مثال الشهامة والرجولة والطيبة , لايمكن ادراك طيبته حتى في الخيال ..
عوضها عن أيام العذاب والهامشية ..
فقد التقطها من واقع عبوديتها . وتوجها ملكة في مملكتها الزوجية ..
وليس هذا فحسب ..
بل انصفتها الايام . بأن رزقتها بذرية سليمة وصالحة ...
فكان بكرها توئم من البنات , غاية في الرقة والجمال . غمرن الدار بالسعادة والفرح .. لدرجة انهن غيرن حياة العائلة بالكامل ..! حتى الاحساس بطعم الحياة غيروه ..!!!
وبعد صبر ليس بالطويل ..؟
التفتت الايام اليها ثانية ..؟!
بحفنة من السعادة . متمثلة بمولد ذكر .. اكمل سعادة العائلة الصغيرة ..
فأصبحت حياة العائلة مثالا للحياة الرغيدة الوادعة .. وأن السعادة الغامرة التي يضفيها الاولاد على العائلة , جعل الام تشعر بسعادة بالغة..
وكانت سعادتها الابلغ ....؟!
وهي ترى مولودها الذكر وهو يلطم أخواته البنات..!!! معبرا عن رجولته المبكرة . حيث كانت تغوص بشعور فرح غامر , وهي ترى ابنها اصبح رجلا ...!!
من دون ان تعير اي التفاتة الى بناتها وهن يتقوقعن داخل أنفسهن متكدرات ..!!
حيث كن يلذن بأمهن ولكن .. دون جدوى ..!!!
فقد نسيت الأم ...... ما كان ..!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!! وعجبي !!
........................... تمت .......................